ماهو التطبيق الامثل للمراسلات القصيرة هل هو واتس اب او سيجنال او ماذا بالضبط, وماهي سياسة واتس اب الجديدة وكيف سوف تؤثر على المستخدمين؟
كل هذه اسئلة سوف أجيب عليها في هذه المقالة وسوف اتكلم بلغة مبسطة وليست تقنية كثيراً عن تطبيقات المراسلات القصيرة instant messaging وماهي الفروقات بينها وما هي التقنيات التى تم بناء هذه التشفير بها بشكل مبسط.
طبعاً قبل عدة أيام تفاجأ الكثير من مستخدمين تطبيق المراسلات واتس اب بوصول رسالة وهي عبارة عن سياسة جديدة سوف تطبقها شركة فيس بوك على واتس آب, ولمن لا يعرف بأن تطبيق واتس اب هو احد التطبيقات التي تملكها شركة فيس بوك, على العموم الرسالة في فحواها وهي عبارة عن تغير في سياسات الخصوصية وتنص على مشاركة بياناتك مع شركة فيس بوك, وانك كمستخدم اذا لم توافق على هذه السياسة سيتم إغلاق حسابك في تاريخ 8 فبراير القادم, طبعاً للذي لا يعلم هو ان فيس بوك فعلياً تاخذ بياناتك منذ اليوم الاول عند شرائها التطبيق ولكن هذا هو عبارة عن مسوغ قانوني لا اكثر ولا اقل.
نعود الآن للنقطة الرئيسية وهي ماهو افضل تطبيق للمراسلات القصيرة هل هو واتس اب او Signal او Telegram او iMessage او ايش شي اخر؟
طبعاً هنالك تغريدة قبل عدة أيام من الملياردير وصاحب المشاريع المبتكرة مثل سيارات تيسلا وشركة سبيس اكس الفضائية ايلون ماسك Elon Musk, بعد اصدار سياسة الخصوصية الجديدة من تطبيق واتس اب ويقول Use Signal
وهذا بحد ذاته جعل الكثير من المستخدمين واتس اب وغيرهم بالانتقال الى تطبيق Signal بشكل مباشر, حتى ان شركة Signal صرحت في ذلك اليوم بأن هنالك حصل ضغط كبير على السيرفرات وإن رسائل التاكيد لم تعد تصل الى المستخدمين او تصل بشكل متأخر.
والان السؤال لماذا انتقل الناس الى تطبيق Signal فهل السبب هو تغريدة ايلون ماسك او ماذا؟
الحقيقة ان تحديث شركة واتس اب هو من عمل الغليان أوساط المستخدمين, ولكن تغريدة ايلون ماسك هي من اعطت الضوء الاخضر لهم للدخول الى عالم Signal فالكل كان يريد الانتقال الى بيئة جديدة ولكن لا يعرف ما هي, و إيلون ماسك قام بعمل المسمار الأخير في النعش.
طبعاً هناك الكثير من الإشاعات تنتقل بين الناس بخصوص استخدام المعلومات من قبل شركة فيس بوك وانهم يقومون ببيعها لشركات خارجية والسياسة الاخيرة هي مسوغ شرعي لعمل ذلك, لكن في الحقيقة ان الكثير من تطبيقات المراسلات القصيرة instant messaging تستخدم نفس التقنية وهي end-to-end encryption وبينهم واتس اب و signal وغيرها من التطبيقات, ولشرح هذا النوع من التشفير بشكل مبسط, هو عندما تقوم بارسال رسالة فأنها في جهازك تكون عبارة عن كلمات مفهومة وعند ارسالها عبر السيرفرات الخاصة بتطبيق المراسلات فانة يتم تشفيرها ولكن عند استلامها من الطرف الاخر تعود الى كلمات مفهومة, طبعاً يكون لديك انت وصديقك في الطرف الآخر عبارة عن مفاتيح يتم تبادلها في بداية الحديث (بدون ان تشعر) وهي عبارة عن مفاتيح التشفير, والصورة أدناه توضح شكل الاتصال:
إذا فالجميع يستخدم نفس التشفير فما هو الفرق الحقيقي والذي يجعل Signal متفوق على واتس اب؟
واتس اب في الحقيقة يقوم بحفظ هذه البيانات وهي ماتسمى بال metadata وهي عبارة عن معلومات ثانوية وتدل على المعلومات الاصلية, ومن هذه البيانات مثل الاشخاص الذي قمت بالتواصل معهم مع التاريخ والساعة, وما هي المجموعات التي انت مشترك بها, والأوقات التي كانت تتحدث بها بالضبط, ولكن معلومات الرسائل مثل ما قلنا مسبقاً تبقى مشفرة, لكن في المقابل ماهي البيانات التي يحتفظ بها تطبيق Signal وهي معلومتين فعلياً هو تاريخ انشاء الحساب ومتى اخر مرة تم استخدام الحساب فيه فقط, وايضاً Signal يعتمد اعتماد اساسي على البرمجيات المفتوحة المصدر ويمكنك الاطلاع على الكود المصدري كامل لل signal عبر هذا الرابط
وهذه النقطة الجوهرية بين التطبيقين, ولكن البعض قد يقول ان المعلومات الذي يأخذها واتس اب هي معلومات بسيطة مثل الاشخاص الذي كنت اتحدث معهم وماهي المجموعات التي انا مشترك بها, ولكن في الحقيقة عندما ترى الحقيقة من منظور البيانات الكبيرة Big Data فسوف ترى ان فيس بوك بجمعها لهذه البيانات تريد ان تدخل أعمق في علاقاتك مع الأصدقاء وان تتعرف عليكم عن قرب أكثر, ففرضاً هنالك شخص انا اتواصل معه عبر الواتس اب ولكن ليس صديقي على الفيس بوك فلماذا لا نكون اصدقاء على الفيس بوك, وهذا مثال بسيط, ويمكن ان يأخذنا ذلك الى ابعد من ذلك حيث أن فيس بوك بناء على المجموعات او الاشخاص الذي تربطني بهم علاقة في واتس اب وهم على سبيل المثال يحبون شيء معين فتقوم باقتراحه لي بناءً على هذه المعلومات البسيطة, و الأمر اعقد من ذلك بالتأكيد ولكن انا ذكرت أسباب بسيطة, ولكي تتعرف على المزيد من الاشياء التي تجمعها عنا فيس بوك يمكنك الاطلاع على فيلم the great hack حيث أنه يروي الكثير من الحقائق على البيانات المستخدمة من قبل شركة فيس بوك وكيف يتم استخدامها.
في النهاية اقول موضوع تغيير تطبيق الرسائل القصيرة هو شيء راجع لك بالاول والاخير, وهذه المقالة هي فقط توضح لك ما هي التقنيات المستخدمة وما هي البيانات التي يتم تجميعها عنك…
