لماذا تم اتخاذ قرار الحظر على شركة Huawei او هواوي او واوي؟
تحدثنا في المقالة السابقة عن الحظر الذي تم على شركة واوي الصينية من قبل شركة جوجل وكيف ذلك سيؤثر على المستخدم رابط المقالة
ولكن هنا سوف اخصص هذا المقال للحديث عن اسباب المشكلة و عن وجهة النظر الامريكية للحظر, ولماذا تم الحظر من الاساس؟ وايضاً وكيف ستتأثر شركات كثيرة بسبب هذا القرار.
اسباب الحظر
في البداية سبب المشكلة وهو ان الولايات المتحدة دائماً ما تتهم الحكومة الصينية وشركاتها بالتجسس عليها, ولكن الهجوم الان على شركة واوي سببه كثرة الشكاوى بأن هناك بوابات خلفية backdoors وهذه البوابات تسمح بسحب البيانات وارسالها الى شركة واوي, وكثيره هي الحوادث inceidents التى حدثت وتكررت واخرها كان في نهاية الشهر الماضي مع شركة فودافون – ايطاليا وهذه حادثة واحدة من ضمن الكثير من الحوادث, حيث ان شركة فودافون قد ابلغت واوي بوجود البوابة الخلفية بين عامي ٢٠١١ – ٢٠١٢ ووعدت واوي باصلاحها ولكن عادت الان.
يمكنك الاطلاع على المقالة
نعود الان الى الولايات المتحدة وقرار الحظر, في مثل هذه الايام العام الماضي على ما اتذكر تم منع الجيش الامريكي من استخدام اجهزة واوي وايضاً اجهزة ZTE بشكل تام في القواعد العسكرية وذلك جاء بقرار من البنتاغون او وزارة الدفاع الامريكية والسبب ان الاجهزة قد تحوي مشاكل امنية وقد تسبب بتسريب بيانات عن القواعد العسكرية الامريكية للصين.
وايضاً هنالك سبب اخر مهم جداً وهو ان الرئيس التنفيذي لشركة واوي Ren Zhengfei كان في السابق عسكري في ال PLA او مايسمى بجيش التحرير الشعبي الصيني, وبما انه كان عسكري سابق فمن المرجح انه يقوم بالتجسس لصالح الصين عن طريق الاجهزة التى يبيعها في جميع انحاء العالم, خصوصاً بعدما تأكد ان الصين هي واحدة من الدول التى تهتم كثيراً بجمع البيانات عن الاشخاص, و على سبيل المثال هنالك مشروع في الصين اسمة Mass surveillance والذي هو عبارة عن كاميرات موزعة في الشوارع هدفها الرئيس هو تقييم المواطنين ومراقبة افعالهم اليومية وهنالك حلقة جميلة للدحيح بعنوان “إله الدولة الملحدة” يتكلم عن هذا الشيء
وجمع البيانات من الهواتف والاجهزة الذكية سيكون اسهل بكثير من تنصيب كاميرات في كل انحاء العالم, فيكفي ان يكون هنالك بوابات خلفية في الاجهزة تسمح بنقل الصوت والصور والملفات.
وهذا هو سبب الحظر الذي قام بعملة ترامب قبل عدة ايام.
من سيتضرر الان
ماهي الشركات التى سوف تتضرر, طبعاً سوف تتضرر شركات من الطرفين الامريكي والصيني في نفس الوقت بهذا القرار, فالقرار كما هو معروف لا يخص شركة جوجل فقط ونظامها الاندرويد ولكن ايضاً يخص شركات اخرى تقوم بصناعة العتاد hardware لشركة واوي, ومن هذه الشركات:
شركة intel: والتى تقوم بتزويد الكثير من الشركات بالمعالجات الحاسوبية, فكما نعرف ان شركة واوي ليس تخصصها الوحيد هو الهواتف ولكن لديهم نشاطات اخرى مثل الاجهزة الكمبيوترية المحمولة والسيرفرات.
شركة Qualcomm: والتى تزود واوي والشركات الصينية بالمعالجات الخاصة بالهواتف وبعض انواع المودمات في هذه الاجهزة
شركة Xilinx: والتى تقوم بعمل قطع القابلة للبرمجة programmable logic devices
شركة مايكروسوفت: المعروفة طبعاً بنظام تشغيل ويندوز وهذه الشركة تزود واوي بنظام التشغيل.
والخاسر الاكبر بالطبع هو شركة واوي, فأن استطاعات تجاوز موضوع نظام تشغيل لهواتفها فلن تجد القطع اللازمة لعمل هواتف جديدة ذات جودة ممتازة مثل ماهو موجود حالياً.
في النهاية حتى وان استطاعات واوي من المقاومة الان فلن تستطيع لاحقاً بسبب الحظر خصوصاً في موضوع العتاد, فالتقنيات الامريكية دائماً المتقدمة والمسيطرة, والخسارة ستكون للطرفين بمئات ملايين الدولارت, ولكنها حرب من طراز اخر يدق احدهما الاخر بسلاح اقتصادي وتكنولوجي والايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجأت….