هل تثق بهذا الكمبيوتر؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

هل تثق بهذا الكمبيوتر؟ do you trust this computer  وهو اسم لفيلم وثائقي تم اصداره قبل عدة أيام يتحدث على الذكاء الصناعي.

الفيلم يتكلم عن الذكاء الصناعي وكيف دخل هذا العلم الى حياتنا, وانا شخصياً لا اعتبره دخول بل اعتبره علم يتسلل بخفة فاصبحنا لا نعي بأننا مرتبطين بخوارزميات الذكاء صناعي ونحن لا نشعر.
والان دعونا نسأل انفسنا نفس السؤال هل تثق بجهاز (الكمبيوتر, الهاتف, التابلت, المساعد الرقمي) الخاص بك؟

السؤال جدالي بحت فمنهم من لا يثق بالاجهزة ومنهم من يثق ولكل واحد منا وجهة نظر في جوابه!!

 

ملاحظة: محاور الحديث في هذا المنشور ستكون من خارج الفيلم في بعض الأماكن ومن داخلة في اماكن اخرى, و هناك مفاهيم يجب التطرق لتعزيز مفاهيم عن الذكاء الصناعي.

 

حياتنا اصبحت الان مرهونة بالأجهزة التي في ايدينا, الان مواعيدك وارقام الهواتف الخاصة بك وايميلاتك وصورك كلها محفوظة في اجهزتك, ولك أن تتخيل في حال انك اضعت اجهزتك في وقت واحد فماذا ستكون قادر على فعله, ما يمكن فعله هو استعادة البيانات عن طريق البريد الالكتروني او محاولة استعادتها عن طريق البرامج المساعدة.

 

لكن دعني اشرح لك أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث لك وهو أن تتعاون جميع اجهزتك ضدك وتقوم بعزلك عن بياناتك, فعندما تقوم بالمحاولة للوصول إلى بياناتك تقوم اجهزتك بطردك او ايصاد الطريق أمامك, وليس هذا فقط تقوم اجهزتك الاتصال بالسيرفرات العالمية المرتبطة وذلك من اجل اقفال الابواب امامك, حظرك من السفر وإدخال بياناتك في شركة طيران, يتم تحديد مكانك بالاجهزة التى معك وايضا حتى إذا رميت هذه الاجهزة فإن الكاميرات المنتشرة في مدينتك تقوم بتعقبك في كل مكان, تبحث في كل مكان لتجد مهرب ولكن ليس لك مكان في الهروب سوى منطقة معزولة بعيدة عن المدينة التى تعيش بها, هذا ليس سيناريو مقتبس من افلام هوليوود, هذه من الممكن أن تكون الحقيقة بعد عدة سنوات من الآن, ستقول انني اكذب وابالغ في الوصف لكن دعني اشرح بالتفصيل ما هي التقنيات المستخدمة بسيناريو مثل هذا:

١- اجهزتك سواء كانت هواتف أو كمبيوترات فهي تملك كل معلوماتك والابشع من ذلك انها تملك معلوماتك على الدوام وايضاً مع اخر التحديثات.

٢- اجهزة IoT او اجهزة انترنت الاشياء, فيمكن مع هذا الحقل الجديد من العلوم جعل اي شي ذكي وذلك بربطة بالانترنت وذلك لا يحتاج سوى برنامج صغير وجهاز تم دمجه على الشيء المراد تحويله إلى شيء ذكي متصل بالانترنت, فعندما تذهب الى بيتك وبوابة بيتك مرتبطة بالانترنت وقد تعاونت عليك الاجهزة فانها سوف تقوم باقفال الباب عليك بكل سهولة..

٣- السيرفرات المرتبطة والتى تقوم بملاحقة بياناتك من مكان لأخر وتحديثها وايصاد كل الطرق بوجهك.
مواضيع مرتبطة: فقاعة الترشيح – كيف تقوم المواقع بترشيح معلوماتك (https://goo.gl/py1Sdy)

 

نعود للواقع الآن لنشرح الذكاء الصناعي بشكل مبسط: هو احد الاقسام في علم الكمبيوتر والذي هدفه صنع آلات ذكية قادرة على العمل والتعامل مثل الإنسان, والذكاء الصناعي تم إدخاله حيز الدراسة في خمسينيات القرن الماضي, وغالباً ما يتم إقران الذكاء الصناعي مع الروبوتات, وهنالك كاتب أمريكي اسمه Isaac Asimov كتب في قصة خيال علمي اسمها Runaround عام ١٩٤٢ وقد تكلم عن الروبوتات وتدور أحداثها في عام ٢٠٥٨ وايضاً قام بعمل ٣ قوانين اجبارية لحياة الروبوتات:

١- أن لا يضر الروبوت بالإنسان أو يسمح بالاضرار بالانسان.

٢- أن تطيع الروبوتات الإنسان بكل أوامره وما عدا الاوامر التي سوف تتعارض مع القانون الأول وهو أنه لا يطيع الإنسان في أمر الأضرار بإنسان آخر.

٣- ان يحافظ الروبوت على حياته مادام أنه لا يخل بالقانون الاول والثاني.

واعتقد ان هذه القواعد الثلاث تم التحدث عنها في فيلم i Robot من بطولة ويل سميث عام ٢٠٠٤ وهنالك في الفلم روبوت اسمة سووني خرق القوانين وقد كان له (شعور) وهذا ما ميزه عن بقية الروبوتات…

حديثنا هنا ليس عن الذكاء الصناعي البرمجي لأن القوانين اعلاه سوف تفي بالغرض مع روبوتات من نفس هذه المدرسة, حيث أن الروبوت في نهاية الأمر مبرمج وليس له اي خيارات اخرى غير البرنامج المكتوب في المعالج الخاص بة, ونحن الان امام مدارس جديدة للذكاء الصناعي اذكرها ببعض التفصيل هنا:

  • الشبكات العصبية (Neural Networks) وبداية العمل في هذة القسم من خمسينيات القرن الماضي حتى السبعينيات, واهم مايميز هذا القسم أن الذكاء الصناعي اصبح يحاكي الشبكات العصبية في دماغ الانسان (طبعا بداية الدراسات لم تكن على الإنسان وهي على بعض الحيوانات ذات الادمغة البدائية), حيث ان الالة تبدأ بتحسس العالم بنفسها تبدأ بتطوير سلوكياتها بناء على التجربة والخطأ كما هو عند الحيوان, فعلى سبيل المثال عندما يحاول الطفل الوقوف والمشي على رجله في البداية تكون خطواته غير متزنة وايضاً يقع بالخطأ, ولكن كثرة المحاولات يقوده في نهاية الأمر للبدء الفعلي بالمشي صحيح بخطوات متثاقلة بطيئة في البداية ولكن مع الايام تبدا الخطوات بالتسارع ويبدأ الجسم بالاتزان والمشي بشكل سليم, وهكذا هي عند الالات التى تعمل بالشبكات العصبية حيث أن هذه الآلات تبدأ بتعلم أول الخطوات بشكل بطيء ولكن مع تكرار المحاولات والخطأ تبدأ بالتعلم من اجل اخراج شي صحيح بنسبة كبيرة.
  • تعلم الالة (machine learning) وبداية العمل كانت في هذا القسم في ثمانينيات القرن الماضي الى عام ٢٠١٠ تقريباً, والهدف الرئيسي هو جعل الالة تعلم نفسها بنفسها من غير تدخل بشري, أو تدخل بشري محدود, وهنالك العديد من الوسائل التى يتم بها تعليم الالة منها:
    – خوارزميات التعلم الآلي الخاضع للإشراف:بعد تعليم الآلة أشياء معينة, يتم إخضاعها لتعلم أشياء جديدة مشابهة من اجل اخراج توقعات مستقبلية بالنتائج, وبعد ذلك يتم تدريب الالة على النتائج الصحيحة من الخاطئة وتدريبها بشكل دائم حتى تصل إلى أحسن النتائج بشكل آلي.
    – خوارزميات التعلم الآلي الغير خاضع للإشراف: وهو عكس الطريقة الاولى اعلاه حيث يتم تعليم الالة اشياء في البداية وبعد ذلك جعل الالة من تحسم النتائج عن طريق التعلم الذاتي, وبالاخير لا تعرف ان كانت على صواب أم على خطأ.
    – خوارزميات التعلم الآلي غير المشروط: وهي طريقة بين الطريقة الاولى والثانية, حيث يتم إخضاع الأله لتعلم أشياء معينة وفي حال تم ارتكاب الاخطاء من قبل الالة يتم تصحيحها, واذا لم يتم ارتكاب الأخطاء يتم تركها للتعلم بنفسها.
    – خوارزميات التعلم الآلي المعزز: وهي الطريقة الاحسن حيث يتم ترك الالة للتعلم الاشياء بنفسها عن طريق التجربة والخطأ, فإذا احسنت الصنع يتم مكافأتها, فتقوم الآلة بتطوير نفسها بنفسها بناءً على المكافآت التي حصلت عليها.
  • التعلم العميق(Deep Learning) هذا هو القسم الأحدث في عالم الذكاء الصناعي والذي يتم عمل الدراسات والاختبارات عليه الآن, وهو الانضج بين كل الاقسام الاخرى وقد جمع الكل تحت سقف واحد, وهذا القسم يتميز بأن الالة قادرة على قراءة البيانات ومعالجتها والتعلم من أخطائها وذلك بتقسيم البيانات المتعلمة تحت شبكات عصبية مخصصة, اذا ماهو الفرق بين التعلم العميق و تعلم الالة وهو تقريباً نفس المفهوم, مايميز التعلم العميق هو قدرة الآلات الان على التمييز بشكل أسرع من ذي قبل, وربط شبكات عصبية بشكل أسرع من ذي قبل وذلك لوجود المعالجات الجديدة والقادرة على إنجاز المهام بأسرع وقت واستخدام وسائل احدث في  التعلم, على غرار تعلم الالة القسم القديم.

 

ملاحظة: حاولت بشرحي للذكاء الصناعي التبسيط لكي يفهمها القارئ العادي ولا يحتاج ان يكون لديه خلفية تقنية كبيرة, طبعاً كل يمكنك البحث بالتفصيل على الأقسام اذا كنت مهتم بعلم الذكاء الصناعي او تود الدخول في هذا التخصص العلمي.

 

لكن سؤال المليون الآن هو ماذا يمكن للآلة عملة الان للبشرية, وهنا نرجع لموضوع الفيلم من جديد فهناك نظرتان فهناك من يقول ان الالة سوف تساعدنا في إنجاز أشياء كثيرة لنا كبشر فهي سريعة التعلم وإذا علمتها بالشكل الصحيح فسوف تكون النتائج مبهرة جدا في عدة تخصصات مثل التخصص الطبي حيث ان الالات الآن قادرة مع مساعدة البشر من إجراء عمليات لم تكن البشرية قادرة عليها, وايضاً عمل تحليلات مخبرية دقيقة, وايضاً في الجانب الصناعي فقد تمكنت الالة من عمل مهمات صعبة لا يقدر الإنسان على عملها, فهذا العلم سوف يكون مفيداً للبشرية وسوف يساعدنا على التطور والتقدم في الحياة.

 

وهنالك اصحاب النظرة الاخرى وهي صحيحة ايضاً وهم يقولون بأن الذكاء الصناعي سيكون قادراً على تدمير البشرية, ففي اماكن وأعمال كثيرة تم الاستغناء عن عمال وذلك بسبب الذكاء الصناعي ونذكر بعض الوظائف التى قد ازاحها او من المتوقع ازاحتها من قبل الذكاء الصناعي مثل عمال مصانع السيارات, مدخلي البيانات, الخياطين, اي شي يتم تكريره على الدوام, حتى ان الموجة قد تصل للمبرمجين (تطور الذكاء الصناعي والتعلم العميق سيتيح للكمبيوترات صنع تطبيقات لنفسها بدون مساعدة البشر)
مواضيع مرتبطة: الذكاء الصناعي وصناعة الموسيقى (https://goo.gl/sf1yrq)

واصحاب هذة النظرة ايضاً يخافون من تطور كبير في ال autonomous weapon او الاسلحة المستقلة والتى تقودها معالجات الالات, حيث ان هذة الالات قادرة على القتل بدون اي احاسيس ويمكن ان تكون احداث الضرر بالكوكب وسكانه بدون قصد لإنجاز المهمة التى صممت من أجلها, وهذا فعلياً ما يخيف حالياً فالان بدأنا نرى أسلحة آلية القيادة كالطائرات بدون طيار وبعض المركبات المزودة بكاميرات قادرة على قتل الاهداف المسبق لهم رصدها, ولكن اذا طورت هذه الآلات فمن المؤكد أنها ستصبح قادرة على اختيار الهدف بدون الرجوع للقيادة وهنا الكارثة الحقيقية.

وايضاً يذكر الفيلم كيف أن الذكاء الصناعي الان مدمج مع الشبكات الاجتماعية ونحن نتعامل معة بشكل يومي بدون دراية منا, وهذا صحيح فقط ذكرت في مقالة سابقة عن هذا في هذه المقالة عن كيفية تحليل الصور على مواقع التواصل الاجتماعي (https://goo.gl/nP8eHf)

وايضا كيفية دمج الذكاء الصناعي في الشبكات الاجتماعية والتمكن عبره من استخراج بيانات المستخدمين وايضاً التأثير عليهم بناءً على الاخبار الكاذبة أو المضللة ومن بعد ذلك تحويل ارائهم كلياً لأغراض سياسية بحتة.

 

وبالاخير نعود لنفس السؤال هل تثق بالكمبيوتر؟

شخصياً اجابتي بنعم وما اعرفه هو ان الذكاء الصناعي هو علم لابد للبشرية من تجربته والمواصلة على تطويره,
وادع ايضاً اجابة السؤال لك عزيزي القارئ….

 

فاذا كانت اجابتك بنعم مثلي وتريد أن تعرف أين موقعنا الان من هذا الشي, وماذا يجب فعلة!؟

نحن الآن في خط القطار السريع لهذه التكنولوجيا, والقطار يمر من امامنا بمنتهى السرعة, وكعرب لقد اضعنا الكثير من القطارات مثل قطار العصر الصناعي وقطار العصر التكنولوجي, وها هو الآن قطار الذكاء الصناعي يمر ويمر لكن مازال لدينا الخيار للتشبث في هذا القطار والانطلاق معة نحو المستقبل, أو الجلوس في نفس المحطة حتى يفوتنا هذا القطار وونتظر القطار القادم, واعتقد ان القطار القادم سيرتطم بنا لا محالة.

إذن فكيف نلحق بركب هذا القطار!؟

بسيطة جداً بالتعليم, فإذا كنت من خريجي تكنولوجيا المعلومات فيمكنك تجهيز نفسك باقصى سرعة والجري نحو هذا القطار لصعودة باتباع الآتي:

فيديو عن كيفية تعلم تخصص تعلم الالة في ثلاثة اشهر: https://goo.gl/9cLQAr

سلسلة التعلم العميق من موقع udacity التعليمي: https://goo.gl/kHE5Wm

 

‫0 تعليق

اترك تعليقاً