فقاعة الترشيح Filter Bubble كيف شركات الانترنت تعرف عنك اكثر مما تعرف عن نفسك؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

Filter Bubble او باللغة العربية فقاعة الترشيح او فقاعة التصفية, هذا المصطلح لا يتكلم عن الفقاعات والنظافة او اي شي بهذا الخصوص, هذا المصطلح هو مصطلح تقني بحت اتى به الكاتب والباحث Eli Pariser
المصطلح يقصد بة او يمكن شرحه بسهولة بالاتي: هو فقاعة يتم ادخالك بها حتى ترى مايعجبك فقط على الانترنت سواء كانت على وسائل الاعلام الاجتماعي او على محركات البحث.
لنتكلم عن فقاعة الترشيح هذة بشكل واقعي وسأحاول ان اعطي الكثير من الامثلة في هذا المقال لكي ابين لك الفكرة بشكل اوضح.
هنالك صورتين في الاسفل لعملية بحث على محرك بحث الجوجل عن كلمة Yemen من متصفحين مختلفين وايضاً من حسابين مختلفين لي على نفس الكمبيوتر, للنظرة الاولى ستجد ان البحث يشبه بعضه بعضاً لكن ستجد ان الصورتين لديهم ارقام نتائج مختلفة وايضاً عنوانين الاخبار مختلفة ايضاً, ليس هذا وحسب لكن نتائج البحث مختلفة ايضاً, فلكل حساب من حسابتي نتائج مختلفة في بعض الاحيان ومتساوية في احيان اخرى!!!

سيقول قائل وماذا تعني اختلاف نتائج البحث فهي لاتعني الكثير لي, هذا صحيح انها من الممكن انها لاتعني لك الكثير ولكنها تعني لغيرك الكثير فيتم اتخاذ قرارات كبيرة وجبارة بناءً على خياراتك في الحياة وفي تصفح الانترنت.

عندما بحثت على كلمة اليمن في المتصفحات اتت النتيجة لي بناءً على الاشياء التى اتصفحها, ففي واحد من المتصفحات الذي بة حسابي الرسمي لقيت نتائج مثل الحرب في اليمن بينما لم اجد نتيجة البحث هذة في المتصفح الاخر والذي بة حسابي الذي استخدمة لاجراء الاختبارات وبعض الاشياء ولا اتصفح بة شي يخص السياسة او شي اخر, هذا يعني باختصار انة قد تم فعلاً اخذ معلوماتي بناءً على الاشياء التى ابحث عنها في محرك البحث جوجل وادخالي في فقاعة ترشيح تقوم بترشيح الاخبار بناءً على الاشياء التى ابحث عنها وليس كل شي كما هو المعهود.

تستخدم هذة التقنية الكثير من المواقع والخدمات على الانترنت فهي تقنية تعتمد على ال big data ولأجل تصفية الاشياء التى تبحث عنها على الانترنت يتم استخدام خورازميات مقعدة من اجل ذلك.
فعندما ادخل على موقع مثل ال CNN الاخباري على سبيل المثال لن تكون الاخبار التى تظهر لي مثل الاخبار التى تظهر لك اذا كان كلينا مسجلين في الموقع ولدينا حسابات ونستخدم الموقع للبحث عن الاخبار.

مثال اخر على ذلك وهو موقع فيس بوك هذا الموقع الذي اتصفحة انا وانت كل يوم للقاء اصدقائنا والحديث والتفاعل معهم ليس مختلف عن بقية المواقع التى تستخدم فيها هذة الخوارزميات وايضاً هنالك تعقيد اكثر فيها على غرار المواقع الاخرى!!
هل تعرف كيف يعمل فيس بوك؟ سؤال يجب على نفسك الاجابة عنة…
موقع فيس بوك بالاساس هو موقع لتجميع الاصدقاء القدامى وهذا هو هدفة الرئيسي ومن المؤكد الان ان لديك اصدقاء على صفحتك قد يكونوا من زملاء الدراسة ايام الابتدائية او الثانوية وغيرها, وهذا هو الهدف الرئيسي للفيس بوك على غرار مواقع الشبكات الاجتماعية مثل لينكدإن فهي وسيلة اجتماعية للمحترفين والباحثين عن الاعمال, والتويتر التى هي بالاساس لمشاركة الاخبار التى لا تتعدى ١٤٠ حرف, والقائمة تطول.
تكلمنا عن فيس بوك وهدفة الاساسي لكن ماهي التقنية التى اعتمد عليها الفيس بوك وكانت سبب نجاحة فهي حائط المنشورات the Wall فهذا هو المكان التى يتم فيها عمل فلترة او ترشيح للمنشورات والاخبار ويعتمد على الكثير من الاشياء ومن اهمها ستجد منشورات اصدقائك تأتي في حائطك your wall لعدة اسباب اهمها هو الاعجابات التى تسجلها لمنشورات صديقك, الشي الثاني وهو تعليقاتك في منشورات هذا الصديق, والشي الثالث وهو الاخطر وهو الوقت المستغرق منك لقراءة منشورات اصدقائك فكلما كان الوقت الذي تستغرقة في قراءة المنشور طويل لمنشور صديقك فدائماً ستجد ان منشوراتة تكون في مقدمة حائطك, وكلما تجاوزت منشورات هذا الصديق الفيس بوك سوف يخفيها عنك.
بالاخير هذة المعلومات التى تجميعها عنك سوف تفيدهم بشكل كبير, فهم يعرفون الاشياء التى تحبها وهوايتك والفريق التى تحبة والوجهة السياسية التى تنتمي لها وكل شي عنك, وبعد ذلك يتم بيع هذة المعلومات للاصحاب الاعلانات فأذا كنت من مشجعين ريال مدريد فلن ترى اعلانات خاصة ببرشلونة في صفحتك هذا على سبيل المثال.
الانترنت تقنية غيرت شكل الكوكب الان فاصبحنا اليوم بها سكان كونيين يستطيع ان نتواصل مع سكان القارات الاخرى كأننا في نفس المكان على الرغم من اختلاف الزمكان, فالانترنت الان اصبح بأمكانة جعلنا اكثر تواصلاً وبأمكانة جعلناً اكثر انغلاقاً على انفسنا وخياراتنا والاشياء التى نفضلها……

روابط مهمة:
كتاب The Filter Bubble: How the New Personalized Web Is Changing What We Read and How We Think
https://goo.gl/jPS3Lt
حديث Eli Pariser من مؤتمر تيد:
https://goo.gl/tN5Dvj

‫0 تعليق

اترك تعليقاً